قال الحافظ بن حجر في الفتح: ﴿وذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر، فيدقه بين حجرين، ثم يضربه بالماء، ويقرأ آية الكرسي والقواقل، ثم يحسو منه ثلاث حسيات، ثم يغتسل به، فإنه يذهب عنه كل ما به، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله﴾ ﴿فتح الباري - 10 / 233﴾. القواقل: ﴿السور التي تبدأ بـ ﴿قل﴾ وهي: الجن، الكافرون، والإخلاص، الفلق، والناس﴾. قال اللالكائي: ﴿حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا سعيد بن محمد الحناط قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال: سمعت سفيان يذكر عن سليمان بن أمية - شيخ من ثقيف من ولد عروة بن مسعود - دخل على عائشة سمع أمه وجدته: سمع امرأة تسأل عائشة هل علي جناح أن أزم جملي؟ قالت: لا. قالت: يا أم المؤمنين إنها تعني زوجها قالت: ردوها علي فقالت: ملحة ملحة في النار اغسلوا على أثرها بالماء والسدر﴾ ﴿شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة – 7 / 1288﴾. ذكر سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله تعالى – (أن علاج السحر بعد وقوعه وهو علاج نافع - بإذن الله - للرجل إذا حبس عن جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها آية الكرسي و ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ وآيات السحر في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ﴾ ﴿117، 119﴾ والآيات في سورة يونس وهي قوله سبحانه: ﴿وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِى بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ ﴿79، 82﴾، والآيات في سورة طه: ﴿قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِىَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِى نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى*وَأَلْقِ مَا فِى يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾ ﴿65، 69﴾ وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء﴾ ﴿مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - 3 / 279 - 280﴾. يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله -:﴿وكذا رقيت على بعض الأقارب أو الأحباب الذين حبسوا عن نسائهم، بما ذكره ابن كثير من ورقات السدر، وقراءة الآيات التي ذكرها، فوقع الشفاء بإذن الله﴾ ﴿الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 606﴾. علما بأن استخدام ماء السدر بالكيفية المشار إليها خاصة في علاج المربوط عن أهله قد أفاد فائدة عظيمة بفضل الله عز وجل، وكثير من المعالجين يعلم هذه الحقيقة، وهذا لا يعني اقتصار الفائدة المرجوة على هذا الجانب فحسب فيمكن أن يستخدم للمصروع والمعيون والمسحور بشكل عام.