[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أصل التسمية : المقصود بالساميين حرفياً هم سلالة
سام بن نوح عليه السلام وهو مصطلح يهودي يتبع التقسيم المنسوب "للتوراة"
للأجناس البشرية إلى ثلاثة أقسام وهي : الساميون نسبة إلى سام بن نوح،
والحاميون نسبة إلى حام بن نوح واليافثيون نسبة إلى يافث بن نوح وهو تقسيم
عرقي على أساس من اللون. فاللون الأسود سمة الحاميين الذين يسكنون القارة
الأفريقية واللونان الأبيض والأصفر سمة اليافيثين وهم أصل الشعوب الهندو
أوروبية الساكنة في منطقتي الشرق الأقصى وأجزاء من الشرق الأدنى القديم
"بلاد فارس وآسيا الصغرى، والشعوب الأوروبية" واللون المتوسط بين هذين
اللونين هو لون الساميين، ويقصد بهم الشعوب التي تقيم في شبه الجزيرة
العربية وفي بلاد النهرين "العراق القديم" إضافة إلى سكان سوريا ولبنان
وفلسطين، إلا أن الكتاب الذي يدعي اليهود أنه "التوراة" أخرجت الكنعانين من
أسرة الساميين وضمتهم إلى الحاميين كنوع من الانتقام، منهم فأصبح العداء
للسامية مصطلح يشير إلى عداء الشعوب اليافثيه والحامية للجنس السامي الذي
اختزلته التوراة في اليهود فحسب. يقول الكتاب الذي يسميه اليهود "التوراة"
أنه بعد الطوفان الكبير الذي حدث على زمن نبي الله نوح، وصل النبي إلى
البرية ، وكان له ثلاثة أولاد هـم : حام ويافت وسام ، وسام أيضاً ولد له
بنون كما في كتاب "سفر التكوين" (10/21) وهم آشور وارفكشاد وآرام ولود
وعيلام …ومتابعة للقصة اليهودية نجد في (21/10) أن أولاد سام ابن نوح منهم
ارفكشاد (الذي يتصل بتارح والد آرام) وناحور وهاران (والد لوط). وهكذا نجد
أن القصة اليهودية حسب "سفر التكوين" تهمل أولاد سام إلا ارفكشاد لتعود
وتنسب إبرام إلى تارح فإلى ارفكشاد لتقول بالتالي أن الجنس السامي استمر
عبر هذه السلسلة لتسقط عن آرام وآشور وعيلام ولوط الانتساب إلى السامية ،
إذاً هذا الانتساب إلى السامية وفق المقولة للكتاب المسمى "التوراة" عند
اليهود يجب أن يطال كل أبناء سام وألاّ يكون مقتصراً على واحد منهم ، ولكن
كاتب التوراة هكذا شاء وأيضاً جماعة المفسرين هكذا شاؤوا . وفي "سفر
التكوين" (10/5) نجد ما يلي : "من هؤلاء تفرقت جزائر الأمم بأراضيهم ، كل
إنسان كلسانه حسب قبائلهم بالمهم" ، ويقصد بهؤلاء أبناء نوح حسب ما هو وارد
في سفر التكوين (10/1) . إذاً أبناء سام الذين انتشروا في الأرض ينتسبون
إليه هـم وأحفادهم وليس واحداً منهم فقط ، بهذا المعنى جميع أحفاد سام من
الساميين . فعلى أي أساس يتم تصنيف سامي وغير سامي في دوائر السياسة
الأميركية بالذات وفي بعض الدوائر الثقافية – الدينية التابعة لها ؟
يقول
الدكتور محمد خليفة حسن، مدير مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة، بأن
إطلاق تسمية "معاداة السامية" على كراهية اليهود، هو إطلاق خاطئ ومقصود،
لأنه يعني أن الانتماء إلى الجنس السامي يراد احتكاره من اليهود، بينما
الشعوب السامية أي المنحدرة من سام بن نوح عديدة، منها الشعب العربي.
واللغات السامية هي التي تنطق بها مجموعة من الشعوب التي استوطنت أساسا
بلاد الرافدين( دجلة والفرات بالعراق)، وبلاد الشام، وشبه الجزيرة العربية،
والحبشة، وشمال إفريقيا. وهم السومريون، والآشوريون، والبابليون،
والإيبلاريون، والكنعانيون (ومنهم الفلسطينيون)، والفينيقيون، والأراميون،
والسورياليون، والعبرانيون( ومنهم اليهود)، والأنباط، وجميع الشعوب العربية
في مشرق العروبة ومغربها. واللغات السامية- وهي من أقدم لغات العالم- تعني
ضمن محتوياتها العديدة اللغة العبرية واللغة العربية معا، وإذن فليس
اليهود وحدهم هم الساميون. وقصْرُ نعت السامية على اليهود نعت مضلِّل،
فالعرب ( مثلا) هم أيضا ساميون.
تاريخ ظهور مفهوم معاداة السامية: قد
ظهر مصطلح "معاداة السامية" في نهاية القرن التاسع عشر على أساس التمييز
بين عرقين العرق الآري والعرق السامي ونسبة صفات معينة متميزة لهذين
الجنسين وانتشر هذا الاعتقاد في ألمانيا حيث أدى النشاط اليهودي في كل
مجالات الحياة الى اثارة كراهية الألمان وحقدهم على اليهود. وكان الصحفي
وليم مار أول من استخدم مصطلح معاداة السامية عام 1879 لتمييز الحركة
المضادة لليهود التي عكستها الكتابات الصحفية في ألمانيا والتي وجدت دفعة
قوية على يد المستشار الألماني بسمارك. وتلا ذلك نشوء جمعية معاداة السامية
التي تمكنت من جمع 255 ألف توقيع يطالب بطرد اليهود، وقامت مظاهرات عدة في
بعض البلدان الألمانية مؤيدة لهذا الاتجاه وقد رفعت ضد اليهود تهمة القتل
الطقوسي "تهمة الدم" التي وجهت لهم في العصور الوسطى. وقد حصل حزب معادة
السامية على 15 مقعد عام 1893 م في الرايخ وانتقلت حركة معاداة السامية من
ألمانيا إلى بقية البلاد الأوروبية وتجددت في روسيا عام 1881 وتم تكوين
جماعة معادية لليهود في النمسا عام 1895 وتكونت إدارات صريحة معادية لليهود
في فيينا، كما وصلت الظاهرة إلى فرنسا وانتهت حادثة مقتل الضابط درايفوس
بأحداثها المهمة خلال الفترة من 1894 - 1899 والذي حوكم خطأ بتهمة القتل
وتم إعدامه، ثم تبينت براءته بعد ذلك وأدعى اليهود أنه قتل لأنه يهودي. وفي
إنجلترا وإيطاليا والولايات المتحدة ظهرت أشكال عدة لمعاداة اليهودية وفي
"درسدن" انعقد أول مؤتمر دولي لمعاداة اليهودية نادي بتطبيق قيود متعصبة ضد
اليهود، وقد أدى نشر بروتوكولات حكماء صهيون بعد الحرب العامية الأولى إلى
دعم الاتجاه المعادي لليهود، فقامت ثورات عنيفة ضد اليهود في المجر عام
1920. وفي الولايات المتحدة دعم هنري فورد الحركة المعادية لليهود معنويا
وماليا. وفي ألمانيا جعل أدولف هتلر المعاداة لليهودية أحد المبادئ
الأساسية لبرنامج حزبه النازي.
المفهوم اليهودي لمعاداة السامية: على
أن مفهوم معاداة السامية نفسه هو مفهوم حديث، لم يكن موجوداً قبل عام 1870
وهو وَهْم أوروبي قديم عن اليهود، مثله أحد البريطاني "ريتشارد فاجنر"
بالقول: "اليهود يعتبرون معاداة الجنس اليهودي، معاداة للإنسانية المحضة
وكل ما هو نبيل فيها. واليهود يرون في المعادي لهم بأنه شخص يعتبر اليهود
وجوداً أجنبياً طفيلياً يفترس البشرية ويحاول السيطرة على العالم، عبر
الكرة الأرضية، يدهم الخفية تتحكم في كل البنوك، والأسواق، والإعلام، حتى
الحكومات، وعندما تحدث الثورات أو الحروب بين الدول، يظهر اليهود القاسون
المتماسكون، الذين يستغلون النفوذ ويحصدون المكافآت".
هذا الوهم موجود
لدى اليهود، الذين يعتقدون أن أي حالة معاداة لهم هي معاداة للسامية، وأي
معاداة للصهيونية هي معاداة لليهود، وأي معاداة ليهودي هي معاداة لليهود!!
ويؤدي
هذا الاستعمال اللغوي لهم، وإثارة المشاكل التي يفجرونها بشكل متتابع إلى
تثبيت هذه الفكرة، وشيوع المعاداة لهم من قبل الآخرين الذين يتضايقون من
هذه المفاهيم المتكبرة والمتعجرفة. وبناءً على هذه الفكرة، فإن أي شخص
يعارض احتلال إسرائيل لفلسطين هو معادٍ للسامية، وأي معارض لاجتياح الضفة
وغزة، أو أي معارض لإقامة المستوطنات اليهودية أو التمييز العنصري ضد
الفلسطينيين العرب أو سوء المعاملة ضد العرب هو معادٍ للسامية، على الرغم
من أن كل تلك القضايا هي حقائق واقعة يراها الناس ويتابعونها في كثير من
دول العالم. يقول الكاتب البريطاني آلان دير شاويتز في كتابه "الحالة
الإسرائيلية" أن أي موقف يعبر الخط من كلمة عادل إلى كلمة مخطئ ضد اليهود،
يكون قد عبر الخط بين أن يكون هذا الموقف مقبولاً أو معادياً للسامية!؟
ويضيف
شاويتز: "قد يعبر الناس عن نقدهم لليهود ولإسرائيل وللسياسة التي يتبعها
هذا المسؤول أو ذاك.. فهل يعتبر هذا الشيء معادياً للسامية؟؟".ويؤكد: "لا،
هو ليس كذلك، فالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو صراع سياسي مرير، القضايا
فيه معقدة، والعواطف ملتهبة، والمعاناة كبيرة، والناس كلها في هذه الحالة
عرضة لأن تكون مع هذا الجانب أو مع ذاك.. فهل هذا مبرر أن ينتقل موقفهم من
المقبول إلى المعادي لليهودية..؟". خلال زيارته الأخيرة إلى بريطانيا في
شهر نوفمبر 2003 قال رئيس الوزراء الإسرائيلي آريل شارون بأن اليهود في
العالم يواجهون حملة معاداة موجهة. وقد جاء كلام شارون بُعيْد أحداث تفجير
المعبدين اليهوديين في تركيا. كما جاءت كلمة شارون متزامنة مع تصريحات
للرئيس الفرنسي جاك شيراك أعرب فيها عن اتخاذ حكومة بلاده سياسة جديدة ضد
معاداة اليهود في البلاد.
وأشار شارون إلى ما أسماه بـ"الكره الجماعي لليهود" وهو ما يتمثل بمعاداة إسرائيل.
وجاءت
هذه التصريحات بعد إعلان نتائج استفتاء أوروبي أظهر بأن 59% من الأوروبيين
يعتقدون بأن إسرائيل هي أكبر تهديد للسلام في العالم.
هذا الاستفتاء
الذي لاقى هجوماً كبيراً من قبل اليهود في العالم، وحاولوا التصدي له
باعتباره "معادياً لليهودية" ما فتح جبهات أخرى ضدهم. وهذا الهجوم اليهودي
ضد الأوروبيين أكد فكرة "معاداة اليهودية" التي يطلقها اليهود على أي شخص
يعادي أي فكرة أو مسألة أو شخصية يهودية بحد ذاتها دون أن يكون لهذا الرأي
بعد سياسي أو شخصي.
الاستفتاء الأوروبي الأخير وتنامي العداء ضد
اليهود في أوروبا: تشهد الدول الأوروبية تنامياً كبيراً خلال السنوات
القليلة الماضية لمعاداة اليهود واليهودية، وهذا بدوره أرّق اليهود
ومناصريهم، حيث يعني هذا أن الكثير من السياسات اليهودية العالمية باتت
مكشوفة أمام أعين الغرب.
وهذا ليس غريباً، فحين كانت الوسائل الإعلامية
برمتها مملوكة لليهود في أقليات إعلامية، كان المتلقي الغربي يحصل على
جرعات كبيرة من التطرف نحو الفكر اليهودي، ضد العرب والإسلام، إلا أن
الانفتاح الذي شهدته الوسائل الإعلامية، وقدرة التواصل والحوار، ونشاط بعض
الجماعات الإسلامية والعربية في الدول الأوربية والأمريكية، أدت إلى فضح
الكثير من السياسات والأفكار والممارسات اليهودية، وقادت إلى رد فعل لا
يتمناه اليهود.
هناك العديد من الأسباب الهامة أيضاً التي شاركت في تنامي ظاهرة العداء لليهودية.
ولعل وكالات الأنباء العالمية استطاعت رصد جملة كبيرة من الاعتداءات على اليهود، وعلى معالمهم الدينية والاجتماعية.
ففي
شهر نوفمبر الماضي، حدثت اعتداءات على مقابر اليهود في فرنسا، وخلال شهر
أكتوبر الماضي، هاجم أحد الأشخاص معبداً لليهود في إيطاليا. ولعل الاستفتاء
الأوروبي حول أكثر الدول تهديداً للسلام العالمي، كان معياراً كافياً
لمعرفة طريقة رؤية الأوروبيين لليهود.
حدث هذا في نهاية شهر أكتوبر
الماضي، حيث أظهرت نتائج استطلاع رأي شمل 7500 شخصاً من مختلف الدول
الأوروبية، أن 60% من الأوروبيين يشعرون بأن إسرائيل تهدد السلام العالمي
أكثر من كوريا الشمالية وإيران وأفغانستان.
مسؤول بالمفوضية الأوروبية
صرح عقب نشر النتائج أن نحو 60% من الـ 7500 شخص من مختلف القارة الأوروبية
الذين شاركوا في الاستطلاع الذي أجراه الاتحاد الأوروبي اختاروا إسرائيل
من ضمن قائمة تضم 15 دولة تشكل تهديدا للسلام العالمي. وجاء هذا الإعلان
كمؤشر حقيقي لتنامي العداء ضد اليهود، وليعطي لليهود فرصة أوسع وسبباً أكبر
لزيادة النشاطات اليهودية التي تروج لمعاداة معاداة السامية.
في بريطانيا:
سجلت
بريطانيا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة ارتفاعاً في مستوى الأعمال
العدائية ضد اليهود الموجودين فيها. حيث أظهر تقرير صادر عن الاتحاد
الأوروبي في بداية شهر ديسمبر الحالي وجود ارتفاع كبير في الأعمال العدائية
التي ينفذها البريطانيون ضد اليهود.
التقرير لم يتم الكشف عنه من قبل
الاتحاد الأوروبي، بل قام المؤتمر اليهودي العالمي بنشره، وقال المتحدث
باسم المؤتمر إيلان شتاينبيرج أثناء الإعلان عن التقرير بأن الاتحاد
الأوروبي يحاول التكتم على الأعمال الهجومية التي يقوم بها المسلمون
الأوروبيون ضد اليهود.
وحاول اليهود من خلال الإعلان عن هذا التقرير حصر
الأعمال الهجومية بالمسلمين فقط، رغم وجود جماعات ودول وحكومات وشعوب على
مرّ التاريخ، عادت اليهود والصهيونية لسنوات طويلة، بسبب العداء والكره
الذي يكنه اليهود لبقية شعوب العالم. أما الاتحاد الأوروبي فقد أكد أنه لم
ينشر هذا التقرير الذي تم الانتهاء منه في فبراير الماضي بسبب عدم وجود
أدلة كاملة فيه، وافتقاره إلى الكثير من المعلومات إلا أنه أكد أن الاتحاد
يقوم بالعمل على تجديد هذا التقرير الذي وعد بنشره العام المقبل.
ويكشف
التقرير الذي أعده مركز متابعة العنصرية في الاتحاد الأوروبي عن زيادة
طردية في نسبة الهجمات ضد اليهود في بريطانيا، بالهجمات والأعمال القمعية
التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين. حيث يظهر ارتفاع واضح مع بداية
الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، وارتفاعاً أثناء الهجمات والاجتياحات
الإسرائيلية لبلدة جنين في الضفة الغربية خلال الثلث الثاني من العام
الماضي.
في فرنسا:
يعتبر اليهود الدولة الفرنسية أكثر الدول
الأوروبية معاداة لليهود، حيث ارتفعت الأحداث المرتبطة باعتداءات على
اليهود فيها إلى 312 حادثة خلال العام الماضي 2002.
وهذه الإحصائية سبق
وأن أعلنها نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ميخائيل ملكيور، الذي صرح في شهر
يونيو 2002 أن فرنسا هي " أسوأ دولة غربية من حيث معاداة السامية" على حد
تعبيره. وكان الوزير الإسرائيلي آنذاك يتكلم تصريحات للصحفيين على هامش
اجتماع في إسرائيل للجنة دولية لمكافحة معاداة السامية. والذي أضاف أن هذه
الاعتداءات والحوادث المرتبطة بمعاداة السامية قد ارتفعت إلى 312 حادثا
العام الماضي، وأن معاداة السامية لم تؤخذ على محمل الجد في فرنسا. كما
اتهم السلطات الفرنسية بالتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لها،
على اعتبار أن من الواجب على الحكومة الفرنسية أن تحمي اليهود بشكل خاص.!
وكان الأمين العام للحكومة الإسرائيلية جدعون سار التقى لهذا الغرض سفير
فرنسا بإسرائيل جاك هانتزينغر وبحث معه ازدياد عدد الأعمال "المعادية
للسامية" في فرنسا.
اليهود وعقدة كراهية الآخر:
يشير التقرير
الأوروبي حول معاداة اليهود، إلى أنه وخلال السنوات من 1990 إلى 2001م، فإن
الأعمال العدائية ضد اليهود في بريطانيا كان معدلها 282 حادثة في السنة.
وأنه
خلال عام 2000 تحديداً (وهي السنة التي زار فيها رئيس الحكومة الإسرائيلية
آريل شارون المسجد الأقصى بشكل استفزازي، ما أدى إلى بدء انتفاضة الأقصى)
فإن الأعمال الهجومية ضد اليهود ارتفعت في بريطانيا إلى 405 حالات.
وطبقاً
للتقرير، فإن المعاداة لليهودية في بريطانيا زادت بشكل موازٍ لأحداث الشرق
الأوسط وأعمالها ضد الفلسطينيين هناك. ويقول التقرير: "يعتقد الكثير من
اليهود البريطانيين أن الصحافة المحلية تورد الأخبار الخاصة بالسياسة
الإسرائيلية حاملة نبرة كراهية ضد اليهود وسياساتهم، ويشير اليهود إلى
صحيفتي "الغارديان" و"الإندبندنت" بشكل خاص.
ويستشهد التقرير بالمتحدث
باسم الحاخام البريطاني الأكبر جوناثان ساكس، جيرمي نيومارك الذي يقول: "أن
التميز المعادي لإسرائيل يحتل تغطية إعلامية كبيرة، ما يؤدي إلى تعرض
اليهود في بريطانيا إلى هجمات ضدهم". تقول صحيفة "الغارديان" البريطانية أن
الصهيونية السياسية كانت في البداية حركة جدلية بين اليهود وأنفسهم، وكانت
تلاقي معارضة كبيرة من قبل الألمان ومن قبل حاخامات الإصلاح الذين عارضوا
فكرة وضع الصهيونية مكان اليهودية، إلى أن جاء تيودور هيرتزل في عام 1897
عبر مؤتمره في مدينة بال السويسرية لتثبيت هذه الفكرة ونشرها عالمياً.
وتشير
الصحيفة إلى أنه في عام 1905، أي بعد 20 عاماً من مؤتمر هرتزل، أعلن وزير
الخارجية البريطاني آرثر بلفور، قانوناً جديداً عرف باسم "قانون الأجانب
عام 1905" الذي وجد من أجل الحد من الهجرة اليهودية المتزايدة إلى المملكة
المتحدة (بريطانيا). لذلك كان على الحكومة البريطانية أن تجد حلاً لهذه
المشكلة، ما أدى إلى إعلان وعد "بلفور" الشهير، الذي دعت فيه بريطانيا على
لسان وزير خارجيتها، إلى اعتبار فلسطين بلداً قومياً ليهود العالم.
وأكدت بريطانيا وقتها أن هذا الإعلان لا يندرج تحت معاداة اليهود، بل بسبب الأرقام الكبيرة لأعداد اليهود في بريطانيا.
ورغم
ذلك فقد اتهم اليهود الحكومة البريطانية بمعاداة اليهود، وهو ما أعلنه أحد
أعضاء مجلس الوزراء البريطاني (اليهودي). وفي عام 1948 ظهر ما يعرف باسم
"دولة إسرائيل" إلا أن هذا الأمر لم ينه ما يحسه اليهود من كره ومعاداة ضد
العالم.. بل زاد من حجم المشكلة وتداعياتها. خاصة بعد أن بدأ الكثير من
الناس في مختلف الدول العالمية بإطلاق تساؤل.. هل ستصبح إسرائيل دولة
صهيونية، أم هل ستصبح يهودية وفق خصائص اليهود داخلها..؟. وتطرح الصحيفة
البريطانية تساؤلاً حول هذه المسألة حيث تقول أن الصهيونية تشمل الإيمان
بإقامة دولة يهودية، وهذا يعني أن لليهود حقاً في تقرير مصيرهم في دولة
كباقي دول العالم، مشيرة إلى تناقض هذه الفكرة عبر سببين:
الأول: أن
الأيديولوجية القومية اليهودية كانت غير مؤثرة على كثير من يهود العالم،
وأيضاً لم تقنع الكثير من المتعاطفين معهم من غير اليهود، والذين ساعدوا في
إيجاد دولة يهودية في فلسطين، واعتبروا دولة إسرائيل كملاذ آمن (...)
ليهود العالم.
ثانياً: يشكل رفض فكرة أن اليهود يشكلون دولة مستقلة
معاداة لليهود.. أي أن هاتين الفكرتين غير متعارضتين، وهذا ما تؤكد عليه
الصهيونية العالمية من خلال أن أي فكر معارض لليهود هو فكر معارض للدولة
اليهودية، وهو ما أبرز فكرة معاداة اليهود أو ما يطلقون عليه اسم "معاداة
السامية".
رد الفعل الإسرائيلي ضد تنامي العداء الأوروبي لليهود:
لم
يخف رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون غضبه من الأوروبيين بعد اعلان
نتائج الاستفتاء الأوربي، وبعد إعلان العديد من المنظمات والشخصيات
اليهودية أن أوروبا باتت مركزاً لمعاداة اليهودية، حيث أكد لموقع أوروبي
على الإنترنت أن اللاسامية أو كراهية اليهود متأصلة لدى الأوروبيين جميعاً.
وقال شارون: "ما نواجهه في أوروبا هو عداء قديم للسامية وليس ظاهرة جديدة،
العداء للسامية كان موجوداً دائماً في أوروبا ويغذيه الآن عداء جماعي
للسامية يدخل إسرائيل في هذه المسألة. هناك معادون للسامية يستخدمون
الأحداث في إسرائيل ويتذرعون باستخدامها المفرط للقوة لتجريدها من حقها
بالدفاع عن نفسها وتعريض اليهود للخطر، إن محاولة تجريدنا من شرعية الدفاع
عن النفس هي شكل من أشكال اللاسامية".
وبذلك يكون شارون قد اعترف بشكل
واضح وصريح بأن مجرد نقد إسرائيل يعتبر في المفهوم اليهودي، هو عداء
للسامية وكراهية لليهود. كما اتهم المسئولين الإسرائيليين بعض قادة الدول
الأوروبية بغض البصر وترك المجال مفتوحاً أمام تنامي هذه الظاهرة.
استراتيجيات الرد اليهودي على معاداة السامية:
استطاعت
المنظمات اليهودية عبر نفوذها وتغلغلها في العديد من المجتمعات الغربية
والمنظمات الدولية، أن تتبنى استراتيجيات محددة ومرسومة بدقة، لتحويل
معاداة السامية إلى جرم "إنساني" يقترفه أي دولة أو شخص يحاول المساس
باليهودية كفكر أو دولة أو شخصية.
كما تبنت استراتيجيات إعلامية وسياسية
واقتصادية وثقافية... من أجل محاربة من يعادي اليهودية، والنيل منه بأي
وسيلة. من بين هذه السياسات إقامة منتدى دولي "لمكافحة معاداة السامية" ،
حيث أعلنت إسرائيل في بداية عام 2001 عن إقامة المنتدى الدولي. وجاء في
البيان الإعلاني لتأسيس المنتدى أنه يأتي بسبب "تفجر معاداة السامية في
الفترات الأخيرة بأوروبا". ويضم هذا المنتدى ممثلين عن الحكومة وأجهزة
الاستخبارات ومنظمات يهودية بالإضافة إلى جامعيين.
ويتولى نائب وزير
الخارجية الإسرائيلي ميخائيل ملكيور مع النائب الليبرالي الكندي أروين
كوتلر ونائب رئيس الوزراء السويدي السابق بيير ألمارك الإدارة المؤقتة
للجنة الدولية. والتي تهدف بشكل رئيسي إلى "عولمة" حملة مكافحة معاداة
السامية. كما أعلنت عن إنشاء ثلاثة مراكز في القدس ونيويورك وجنيف.
وأعلن
ملكيور في المؤتمر التأسيسي للمنتدى بأن الأعضاء غير اليهود سيشكلون
الأغلبية في الإدارة، وذلك من أجل خلق جبهة أوسع من اليهود لحماية
اليهودية.! وهذا الدعم العالمي والنصراني لليهودية ليس جديداً، حيث سبق
لاثنين من اتحادات الكنائس الأوروبية بتوقيع ميثاق عالمي لتطوير التعاون
بين الكنائس النصرانية على نطاق القارة الأوروبية. حيث تعهد الموقعون في
شهر أبريل عام 2001، على الاتفاق بمحاربة كل أنواع العداء للسامية
واليهودية في الكنيسة والمجتمع. ووقع الاتفاق رئيس مجلس اتحاد الأساقفة
الأوروبيين الكاثوليك ورئيس اتحاد الكنائس الأوروبية التي تضم نحو 100
جماعة بروتستانتية وأنجليكانية وأورثوذكسية. وجرت مراسم التوقيع على
الميثاق في ستراسبورغ بفرنسا.
اليهودية في مواجهة بعض الكتب والكتاب:
إحدى
الاستراتيجيات التي تمارسها اليهودية ضد المعاديين للسامية، ظهرت في بعض
الممارسات والحملات المنظمة ضد كتاب أو كتب، انتقدت أفكاراً أو شخصيات أو
سياسة إسرائيل. ومن أشهر من تعرض لهذه الحملة هو الكاتب الفرنسي روجيه
غارودي، الذي ولد عام 1913، يقول جارودي عن بداية مواجهته لليهود: لأن
المبادئ لا تتجزأ ، فقد أعلنت موقفي صريحاً مدوياً برفضي الحاسم للاجتياح
الإسرائيلي لجنوب لبنان في صيف 1982م على صفحة كاملة بصحيفة "اللوموند"
الفرنسية اشتريتها لحسابي الخاص من 17 يونيو 1982 موجهاً نقداً لاذعاً
لإسرائيل والصهيونية لإقدامها على اجتياح لبنان، لتغذي غرور الغطرسة والهوس
المزمن الذي تزكية أمريكا ، وكانت هذه المقالة بمثابة الطلقة الأولى التي
خرجت من حنجرتي لتعلن بداية حرب ضروس ضدي".
ويتابع غارودي" : عام 1990
صدر قانون جديد باسم (فابيوس جاسبو) لمحاكمة كل من يحاول إنكار المحارق
النازية لليهود في ألمانيا وهكذا وجدت طريقي إلى المحاكمة الثانية عام
1998م من باريس بسبب آرائي في كتاب (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية)
حيث رصدت بداخله خرافة أسطورة حرق 6 ملايين يهودي في أفران هتلر فكيف يحدث
حرق 6 ملايين يهودي وعدد اليهود في أوربا كلها لم يكن يتجاوز آنذاك 3.5
مليون يهودي ، وهكذا نكتشف خرافة الأسطورة، في حين أن هتلر قتل من الروس
والشيوعيين اكثر مما قتل من اليهود ... وقد انتهت المحاكمة هذه إلى الحكم
علي بالسجن لمدة 9 شهور مع إيقاف التنفيذ وغرامة مالية 100 فرنك فرنسي" .
لم يكن غارودي الذي دخل الإسلام بعد اقتناعه بمبادئ الإسلام ومضمونه
وكماليته عن الأديان السابقة، الوحيد الذي واجه التهم اليهودية في العالم،
ومورست ضده العداوة.
فهناك أيضاً ميشال لولون ومدير صحيفة "اللوموند" الفرنسية، الذانحوكما بنفس التهمة.
يقول
ميشال لولون عن هذه الحادثة: " أنا وروجيه جارودي وماتيو ومدير جريدة
"لوموند" فوجئنا بدعوة قضائية وجهتها لنا (ليكرا) وهي منظمة يهودية اتهمتنا
بمعادة السامية فأنا بعد أحداث صبرا وشاتيلا هاجمت مجاملة الإعلام الغربي
لدولة إسرائيل، وكان حينها نصاً قاسياً ضد السياسة الإسرائيلية، فاتهمنا
بمعاداة السامية ومثلنا أمام المحكم" كما اتخذت اليهودية سياسة معاداة
الكتب التي تنشر ضدها، وحذفها من المكتبات العامة العالمية، وفي أي دولة
تستطيع أن تمارس فيها نفوذها أو ضغطها. فعلى سبيل المثال، يعتبر كتاب "
بروتوكولات حكماء صهيون" من أشهر الكتب التي نشرت حول حقيقة اليهود، وحقيقة
السياسة اليهودية، والمذاهب التي تسير عليها، والخطط التي ترسمها وتعمل
لتنفذها، ( منها السيطرة على الإعلام، ورؤوس الأموال والترويج للمسابقات
والمنافسات في شتى المجالات والسيطرة على منابع القوة ...الخ). وقد استطاع
اليهود أن يمحوا هذا الكتاب من كثير من مكتبات الدول العالمية، حتى في مصر،
التي كانت نشرت هذا الكتاب في شهر أكتوبر الماضي ضمن معرض للكتب في
الاسكندرية، حيث أدت الضغوطات اليهودية لمصر إلى تقديم اعتذار عن عرض هذا
الكتاب في المعرض، وأكد رئيس مكتبة الإسكندرية وقتها أنه ذلك تم عن طريق
الخطأ، وأنه سيتابع الموضوع بنفسه، مشيراً إلى سحب هذا الكتاب، ومعبراً عن
موقفه المناهض لما يحتويه هذا الكتاب من " أفكار مغلوطة عن اليهود".!!
في مواجهة قادة الدول أيضاً:
لم
يعد الأمر بعيداً أيضاً عن قادة الدول العالمية أن يكونوا عرضة لهجمات
اليهود المباشرة والواسعة في السياسة والإعلام، والاقتصاد أيضاً، بحال
أظهروا آرائهم حول اليهود أو اليهودية أو إسرائيل. الرئيس السوري بشار
الأسد تعرض لحملة إعلامية وسياسية واسعة في أوروبا أمريكا، وفي دول عالمية
أخرى، نتيجة لتصريحات كان أدلى بها قبل سنتين حول اليهود.
لدرجة أن
جماعات يهودية في فرنسا رفعت دعوة قضائية عليه، وطالبت بمحاكمته أثناء
زيارة قام بها لفرنسا قبل سنتين. كما أن اليهود في ألمانيا نجحوا في الضغط
على مجلس النواب الألماني لطرد أحد أعضاءه، بتهمة معاداة السامية. حيث أعلن
تحالف الاتحاد النصراني الديمقراطي الألماني في بداية شهر نوفمبر الماضي
أن مجموعة المحافظين التي تضم هذا الحزب والاتحاد النصراني الاجتماعي طردت
النائب مارتن هومان بتهمة معاداة السامية. ويعود سبب "الطرد" إلى خطابة
ألقاها النائب الألماني، والتي اعتبر معادية للسامية. واستطاع الضغط
اليهودي أن يحصل على غالبية أصوات 195 نائبا من أصل 244 حضروا الجلسة لطرد
النائب هومان من المجموعة.
أما آخر ما انتشر عالمياً، فهو الحملة
الإعلامية والسياسية المركزة التي قامت بها منظمات يهودية، ودول عالمية
موالية لها، ضد رئيس الحكومة الماليزي السابق مهاتير محمد، والذي أكد بان
اليهود يتحكمون في كل شيء، ويقومون بالضغط على الدول العالمية، وبتسييس
سياسات الكثير من الدول، وهو ما أغضب إسرائيل، واليهود، الذين ووصفوا
مهاتير بمعاداة السامية.
حتى الدول التي كانت تشارك في المؤتمر الذي
ألقى فيه مهاتير كلمته، لم تسلم هي الأخرى من الهجوم اليهودي، حيث اعتبر
اليهود أن "السكوت عن الدفاع عن اليهودية هو ذنب أيضاً".
ليس آخراً:
ربما
استطاعت اليهودية أن تنجح إلى درجة كبيرة في خلق فكرة أن معاداة السامية
هي ذنب بحق الإنسانية، ووضعت في سبيل تحقيق ذلك العديد من الاستراتيجيات
والخطط طويلة المدى، واستطاعت أن توجد لها موالين وأبواق، عبر شراكات
المصالح المال، إلا أن ما بدأت الحقائق بكشفه من جديد، وما أصبحت ظواهره
بادية، هو أن العديد من شعوب العالم قد أصبح لديها رد فعل سلبي تجاه هذه
الفكرة، وخاصة تجاه فكرة " العرق اليهودي السامي" الذي ترسمه ريشة الإعلام
اليهودي والموالي له بأنه أكثر الأعراق الإنسانية صفاءاً وذكاءاً وورعاً.
هذه الفكرة قد روجت لردة فعل سلبية تجاه اليهود واليهودية.
وإذا ما كان
القيادات والحكومات قد ارتبطت بشكل مباشر أو غير مباشر بمصالح مع اليهود،
تجعلها من الحرس الخاص لليهود، فإن الكثير من الشعوب العالمية لم تقيد
نفسها بعد بهذا القيد، ولا يمكن أن تنجر كلها وراء الأكاذيب الإعلامية،
لذلك قد يصدم اليهود مجدداً ومراراً بنتائج استطلاع تظهر مدى وضوح صورة
اليهود واليهودية للعالم.