سر صمتي

لا امتلك سوى صمت مطلق
صمت شهد عليه كل ما أحاط كياني
شهدت عليه عصافير الربيع
شهدت عليه حسناوات الدنيا
حتى السماء كادت تنزل إلي وتسأل عن سبب صمتي
عيناي مليئتان ببريق حزن أثار فضول كل الحاضرين
ونظرات تدرك عيوني السارحة
تبقي أبصارها مركزة على سر صمتي
تحاول اقتحام أعماقي
أو حل لغز ما في داخلي
ولكن سرعان ما أغمض مقلتاي التي تحاول أن
تمسك دموع أفلتت من عيوني دون إذن مني
امسكها حتى لا يراها احد
فهي أغلى ما لدي
لأنها تحمل سر حزني
تحمل قصص جرت في حياتي
تحمل ذكرياتي
تحمل في حناياها روحي
لا يا دموعي لا تنزلي
لا تنهمري فلم يأتي الليل بعد
ولم أغلق باب خلوتي
ألا ترين الجميع يرصد سر صمتي
لا تفضحي رجولتي
ولا تكسري شجاعتي
فان عرف الجميع سر صمتي
انمحت من الذاكرة طفولتي
وصرت قصة للحكاوي
فأنا لا أريد أن ادخل التاريخ حزين
ولا أريد أن أكون مثالاً لمأساة العاشقين
سأبقى صامتاً
فالصمت كل ما لدي في حياتي
اخبي فيه همومي
وأحزان رافقتني وستبقى ترافقني
فان تكلمت يوما
فذاك يعني أني قد فقدت ذاكرتي
أيا امرأة
احتار الناس في صمتي
يا سبب مأساتي
و يا لوعة حزني
لمن تركتي وجهي الحزين الذي كنت أسنده على كتفيك
واذرعي التي باتت فارغة
لا تضم سوى الأحلام الراحلة
كم انتظرت عودتك إلي
فطالت وحدتي واستوطنت في القلب أحزاني
عودي يا حبيبتي وأبعديني عن الهموم
عودي فسيحملك الشوق إلى أحضاني
عودي فالخوف كاد يقتل حنيني
عودي إلى من ضحى بروحه وقلبه من أجلك
عودي إن كنتِ لا زلت تتذكرين إنسانا
وضع قلبه بين يديكي
عودي إن لا زلت تتذكرين إنسانا
كان يرسم الابتسامة على شفتيك
حب دفيء .. فان لم تريدين العودة .. فسيبقى صمتي
بطل هذه القصة
وداعاً رغم أن صمتي اغرق في ضياعه كل الكلمات